الأعرابي الذي سأل الرسول ما لم يسأله الصحابة

بسم الله الرحمان الرحيم

 اعتنق الإسلام أعرابي في عهد الرسول ﷺ , فنطق الشهادتان و اغتسل ثمَّ هَمَّ إلى أول صلاةِِ له خلف الرسول ﷺ , و كانت صلاةَ المغربِ , فَسمِع الأَعرابيُّ رسول الله ﷺ يقرأمن سورةِ القصص , و كانت أول مرة يسمع فيها القرآن الكريم , و كانت الآيات عن الرجل الصالح والدِ البِنتينِ عند مَدْيَن و التِي جاءَ فيها قول الله عز و جل " قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ " و كان هذا أغلى مهر في التاريخ , فإنه لم يحدث أن عمل الزوجا عند والد زوجِهِ عشر سنوات . فبدأ الأعرابي بالتدبر , ثم سمع الآيات بعدها تقول "فَلمَّا قَضَى موسى الأجَل" انتبه الأعرابي لِمَا لمْ ينتبه إليه الصديق و لا الفاروق ولا عثمان و لا علي و الصحابيين الآخرين رضي الله عنهم , فسأل الأعرابي الرسول ﷺ بعد انقضاء الصلاة فقال : "كمْ مكثَ موسى عليه السلام عند هذا الرجل الصالح ؟ " , فكانت المفاجأة المذهلة أن يجيب الرسول ﷺ الجواب التالي فقال " أَنْظِرْنيِ حَتىَّ أَسْأَل مَنْ هو أَعْلَم مِنِّي " , فسأل رسول الله ﷺ -جبريل-  " يا جبريل كم مكث موسى عليه السلام عند العبد الصالح " فأجابه " يا رسول الله ﷺ أنظرني حتى أسأل العليم الخبير " و جاءت الإجابة بأن موسى عليه السلام قضى أبر الأجلين و الأطولهما . خ